18 أغسطس 2025 - 23:48
آية الله رمضاني: الأربعين مدرسة البصيرة/ حوار الأربعين في أمام حوار التحقير والتهديد والاستسلام

أكد الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) أن "التدين المنتمي لأهل البيت" هو الطريق الوحيد لسعادة الإنسان، معتبرا الأربعين فرصة عظيمة لزيادة البصيرة للتعرف على التزيف في التاريخ واليوم، وقال: إن حوار أهل البيت والأربعين مليء بالعزة والعدالة والعقلانية والروحانية والفضائل الأخلاقية، بينما حوار أصحاب السلطة يقوم على التحقير والاستسلام والتهديد والعنصرية.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ أكد الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) أن "التدين المنتمي لأهل البيت" هو الطريق الوحيد لسعادة الإنسان، معتبرا الأربعين فرصة عظيمة لزيادة البصيرة للتعرف على التزيف في التاريخ واليوم، وقال: إن المجتمع عندما يُختبر - فإن الحقيقة تُهمل وذلك ما إذا أصبح الدين أداة لاكتساب السلطة؛ وحينئذ الطريق الصحيح هو التعرف على الدين، والإيمان به، ثم ممارسة التدين.

وأشار سماحته إلى دور السيدة زينب (ع) والإمام السجاد (ع) في فضح التزيف الأموي، واعتبر "الرواية دقيق للجرائم» واجبًا على العلماء والمصلحين اليوم، مضيفًا أن طاعتنا اليوم للولي الفقيه هي من مظاهر طاعتنا للإمام المهدي (عج).

التدين على منهج أهل البيت (ع)؛ معرفة الطريق شرط الهداية

وقد بدأ آية الله رمضاني حديثه بالدعوة إلى الإخلاص في زيارة الأربعين، مؤكدا أن على كل إنسان، عندما يمضي في أي الطريق، عليه أن يعرف أولًا الطريق ذاته، موضحا أن أهل البيت (ع) عرّفوا الطريق؛ فمن كان على هذا الطريق فهو  يسلك طريق الهداية، ومن انحرف وخرج عنه ضل الطريق.

وأشار سماحته إلى الأحاديث المتعلقة بالتمسّك بأهل البيت(ع)، موضحا أن الله وضع البشرية على محك الاختبار بواسطة الأنبياء، وأتباعهم الشيعة على محك الاختبار بواسطة أوليائهم من وصيّ النبي (ص)، فهناك من عرفوا طريق الهداية فبلغوا السعادة، وهناك جماعة وقعوا في الشرك والكفر بسبب جهلهم وإنكارهم للحق.

الأساليب الثلاثة في التعامل مع الدين: الإنكار، واستخدام الدين كأداة، والتدين من أجل الدين نفسه

وفيما يتعلق بأن التاريخ أظهر أن الناس واجهوا الدين بثلاثة أشكال، أوضح الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت(ع): أول مواجهة كانت "الرفض التام للدين"، فهناك جماعة رفضوا أي دين، وأنكروا الأنبياء وحتى أردوهم شهداء.

واعتبر سماحته المواجهة الثانية هي "الدين كأداة للسلطة"، وأكد: وهناك جماعة استخدموا الدين أداة للهيمنة واكتساب السلطة، الأمر الذي وجه ضربات قاسية بالإسلام في عصر بني أمية وبني عباس.

وعرّف سماحته المواجهة الثالثة بأنها "الدين للدين"، وصرح: هناك من أراد الدين للهداية والروحانية وسعادة البشر، وهذا هو رأي الأنبياء والأولياء.

وأشار الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت(ع) إلى فحوى معاهدة الإمام الحسن المجتبى (ع) مع معاوية، وقال: إن الإمام حذّر من استخدام لقب "أمير المؤمنين" لمعاوية، وكذلك حذّر من تعيين يزيد خليفة بعد معاوية، وذلك حفاظًا على حقيقة الدين أمام أداة للسلطة.

وأوضح سماحته بعض أحداث واقعة الطف، وقال: إن الذين حاربوا الحسين بن علي (ع) كانوا يستخدمون الكلمات المقدسة للخداع، حتى أنهم كانوا قد استغلوا الصلاة لإظهار الباطل على أنه حق. وكما روي عن الإمام الباقر(ع)، كان بعضهم يعتقدون أنهم يتقربون إلى الله بقتل الحسين (ع)، الأمر الذي يعد من المشاهد المريرة في تاريخ الإسلام.

واستذكر آية الله رمضاني واقعة رفع المصاحف على الرماح وفتنة الخوارج في زمن الإمام علي (ع)، وقال: للتزييف وجه جميل يخدع العامة؛ كالصلوات، والجماعات، والشعارات الدينية، وآيات القرآن، لكن باطنه باطل. وذكر لذلك مثالا تاريخيا حيث كان هناك قارئٌ حسن التلاوة للقرآن وقف في ساحة القتال في وجه وليّ الله أي الإمام علي (ع).

وأضاف الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت(ع): إن شعارات مثل  "إن الحكم إلا لله" إذا هتفت دون معرفة منفذ للحكم أي الوليّ الإلهي، تتحوّل إلى أداة للباطل.

واستدل سماحته إلى التعاليم النبويّة حول أمير المؤمنين (ع) وقال: لقد عرّف النبي (ص) عليا (ع) مرارا بأنه ميزان الحق، فالحق يدور مع علي، وهو الطريق الصحيح.

واعتبر آية الله رمضاني عندما تتضائل البصيرة الجماعية، فتزيف يعزل ويقوم بتنحي الإمام علي (ع) عن مكانته، ويضغط على الإمام الحسن (ع) ويؤدي إلى شهادة الإمام الحسين (ع) بتلك الفجيعة.

حوار الأربعين أمام حوار التحقير والتهديد والاستسلام

وتطرق سماحته إلى توضيح حوارين في العالم اليوم قائلا: إن الحوار المنتمي إلى أهل البيت والأربعين حوار يحمل العزة والعدالة والعقلانية والبعد المعنوي، ويقع في قباله حوار التحقير، والتهديد، والاستسلام حيث سيتنتج الذلة والهوان.

فلسسطين هي القضية المحورية للأمة

واستشهد أمين عام المجمع العالمي لأهل البيت (ع) بوجهة نظر الشهيد مطهري حول القضية الفلسطينية وقال: ما إذا كان النبي (ص) بيننا اليوم، فإن القضية الأولى التي كانت تهمّه هي فلسطين؛ لأن فلسطين ليست مجرد جغرافيا، بل هي متعلقة بواقع الإسلام وأساسه.

وأشار سماحته إلى سياسة "حق الفيتو" في المؤسسات الدولية، معتبرا إياها أنّها أداة لعقم إرادة الشعوب.

.............

انتهى/ 278

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha